قرية الفنون والحرف
تُعد قرية الفنون والحرف واحدة من أبرز المبادرات الثقافية والتنموية في قطاع غزة، وقد تأسست عام 1998 بمبادرة من بلدية غزة، التي تبنّت الفكرة ومولت المشروع وأشرفت على تنفيذه ضمن رؤية طموحة للحفاظ على الموروث الحرفي الفلسطيني، وتوفير حاضنة فنية للمبدعين والحرفيين. تم تنفيذ المشروع بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبإشراف من المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار – بكدار، ضمن برنامج خلق فرص عمل، فيما ظلت بلدية غزة الجهة المالكة والمشغّلة للقرية حتى اليوم. حظيت القرية بافتتاح رسمي مشهود، برعاية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ما منحها بعداً وطنياً ورمزياً عميقاً بوصفها مركزًا ثقافيًا ومقاومًا للطمس الثقافي ومحاولات تذويب الهوية.
رؤية قرية الفنون والحرف
الرسالة
الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال احتضان الفنون والحرف التقليدية، وتمكين الفنانين والحرفيين، وربط الأجيال الشابة بتراثهم عبر الإبداع والتعليم والمشاركة المجتمعية.
الأهداف العامة
- ترسيخ التراث الفلسطيني كركيزة أساسية للهوية الوطنية.
- تعزيز الفنون كوسيلة للتنمية والتغيير المجتمعي الإيجابي.
- مواجهة الآثار النفسية والثقافية للاحتلال من خلال الفنون التفاعلية.
- تمكين الشباب والأطفال من التعبير الإبداعي والارتباط بالتراث.
الأهداف الخاصة
- دعم الفنانين والحرفيين المحليين من خلال تنظيم المعارض وورش العمل.
- توفير ورش دائمة للحرف اليدوية الفلسطينية لتسويق منتجاتهم وتعزيز استدامة الحِرَف.
تدمير القرية ومحاولات الإحياء
في 14 يوليو 2018، تعرضت قرية الفنون والحرف لقصف مباشر من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تدميرها بالكامل وتحويلها إلى ركام، حيث جاء هذا الاعتداء بعد أيام من اقتراب الذكرى العشرين لتأسيسها، وأسفر عن دمار المنشأة، وفقدان مقتنيات تراثية وفنية لا تُقدّر بثمن، وتُقدّر الخسائر المالية بـ 350 ألف دولار أمريكي.
يُعد هذا الاستهداف جريمة ثقافية بحق الذاكرة الجمعية الفلسطينية، وواحدة من أكبر الضربات الموجّهة للتراث الثقافي في غزة.
رغم الدمار، واصلت بلدية غزة جهودها لإحياء القرية وأنشطتها تدريجيًا، تأكيدًا على الإيمان برسالة الفن في مواجهة النسيان والطمس، وعلى أن الثقافة تبقى فعل مقاومة واستمرارية.
الخدمات التي تقدمها قرية الفنون والحرف
أبرز الأنشطة والفعاليات
- إقامة معارض فنية دورية للفنانين المحليين والدوليين.
- تنظيم مهرجانات تراثية ومناسبات وطنية لتعزيز الهوية الفلسطينية.
- تقديم برامج تعليمية مع المدارس لتعزيز الوعي بالتراث.
- عقد ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات الفنون والحرف اليدوية.
- تنظيم مخيمات صيفية فنية للأطفال واليافعين ضمن برامج تربوية تفاعلية.
المرافق الأساسية للقرية
- البيوت الحرفية التراثية (قبل تدميرها):
تمثل قلب القرية ومصدر هويتها الثقافية، وتضم:
- بيت البُسط (Rug House): عرض حي لحياكة السجاد باستخدام النول اليدوي وخيوط طبيعية.
- بيت النحاس (Copper House): مقتنيات من النحاس والفضة والأخشاب والعملات القديمة.
- بيت التطريز (Embroidery House): أثواب مطرزة، مفروشات، وحقائب بالتطريز الفلاحي.
- بيت الخشبيات (Wood House): منتجات خشبية وسيراميكية يدوية بألوان وأحجام متنوعة.
- القاعة الثقافية:
مساحة مغلقة متعددة الاستخدام بمساحة 150 م²، تستضيف الندوات، الدورات، وورش العمل، وتُتاح للمؤسسات المحلية مقابل رسوم رمزية. - المعرض الدائم:
يمتد على مساحة 250 م²، بتصميم معماري مستوحى من الطراز الإسلامي التقليدي (قباب، أقواس، ساحات داخلية)، استضاف عبر السنوات أعمالاً لفنانين فلسطينيين وعرب، ودمج بين الفن التراثي والمعاصر.
مواعيد العمل
تم نعليق العمل في قرية الفنون والحرف بشكل كامل نتيجة الدمار الذي لحق بها.